بقلم : وجنات خيري
بينما يجلس حسام يتصفح حساباته الالكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي .. يفاجيء بتعليقات من حسابات وهمية تسيء اليه … الموقف أصابه بالاضطراب خاصة وأن هذه الحسابات مزيفة و يقصد بها الاساءة اليه وتشويه سمعته ..غياب عن دروسه وانقطاع عن مدرسته وانعزال عن أسرته ومشاكل متعددة اصابته قبل أن تلتفت أسرته اليه وتعرف مشكلته وتبدأ التعامل معه من خلال متخصصين نجحوا في حذف هذ التعليقات وتقديم بلاغات عن هذه الحسابات الوهمية
ما سبق هو تنمر الكتروني تعرض له حسام، وهي جريمة الكترونية لا تقل ضررا عن أي جريمة أخرى تستحق أن ندق معها ناقوس الخطر للتوعية وتركيز الضوء عليها
وربما يعرف بعضنا أو الكثير منا التنمر التقليدي، ولكننا نجهل التنمر الالكتروني، وهو ما يتعرض له اطفالنا عند استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال السخرية منهم، أو من صورهم، أو التشهير بهم في محيط أصدقائهم.
وكما ذكر دكتور ابراهيم مجدى استشاري الطب النفسى فى لقائه معنا فى حملتنا للتوعيه من ظاهرة التنمر الاللكترونى ، والذى عرفه بأنه: استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للسخرية من أي شخص ما قد يترتب عليه آثارا نفسية كبيرة على الشخص المتنمر عليه
ووفقا لما ذكره الدكتور عصام العقيل، الطبيب النفسي الأكاديمي، في لقاء مع مجلة سيدتي
https://www.sayidaty.nethttps://www.sayidaty.net
فهناك مخاطر عدة للتنمر على المدى البعيد، فالمتنمَّر عليهم معرضون إلى الإصابة بـ : الاكتئاب المزمن، توارد الأفكار الانتحارية إلى أذهانهم، ووضع خطط للانتحار، واضطرابات القلق، و اضطراب ما بعد الصدمة، و ضعف الصحة العامة، و السلوك التدميري الذاتي، بما في ذلك إيذاء النفس و تعاطي المخدرات، صعوبة إنشاء صداقات متبادلة”
اذن فنحن أمام ظاهره متعدده المخاطر النفسيه والاجتماعيه، والتى تضعنا أمام تحدى أكبر وهو كيفيه ملاحظه اطفالنا عند استخدامهم لوسائل التكنولوجيا الحديثه ومراقبه مدى ظهور أى من الاعراض السابقه عليهم، والتى تعد مؤشرا بانهم يعانون من مشاكل نفسيه نتيجه استخدامهم هذه الوسائل، ومن هنا تاتى أهميه التواصل الايجابى الفعال معهم، وحثهم على الحديث عن الأسباب التى أدت اللى وجود أى معاناه نفسيه لديهم

وكما ورد في تقرير عن ضحايا التنمر
(research centre) من مركز cyberbulluing victimization
فإن الإحصائيات التي رصدت التنمر الالكتروني ضد الأطفال تظهر أن ١٨٪ من الأطفال والمراهقين حول العالم تعرضوا للتنمر الإلكترونى
https://goo.gl/zGUi7A ) https://goo.gl/qvDFRU
كما أن ١٥٪ فقط من الطلاب يعترفون بالتعرض للتنمر الإلكتروني،
كما أوضحت الاحصائيات ان ما يقرب من 64% من الطلاب الذين تعرضوا للتنمر الإلكتروني قد اثر ذلك سلبًاعلى مستواهم الدراسي والشعور بالخوف وعدم الأمان
ان مسئوليه مواجهه هذه الظاهره لاتقف عند حد الأسره او المدرسه او الحكومه ولكنها مسئوليه مشتركه تتطلب من جميع هذه الاطراف التعاون وان يقوم كل طرف بمسئوليته وفقا للأليات المتاحه لديه
وفي لقائه معنا يقول الأستاذ منصور كامل، الصحفي المتخصص في شؤون مجلس الوزراء، أن الحكومة والمجتمع عليهما التصدي لأي شكل من أشكال التنمر من خلال وضع التشريعات والرقابة الرادعة ومن خلال تنسيق جهود كافة الهيئات الحكومية لوضع تشريعات صارمة للحد من هذه الظاهرة
فالاسره عليها ادراك المشكله وبدا التعامل معها والمدرسه عليها واجب التوعيه والحكومه تراقب وتشرع وتنظم استخدام التكنولوجيا بشكل امن للجميع خاصة في فئة الاطفال التي لديها القدرة على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا في الفئة العمرية التي تتراوح بين 13 إلى 20 عاما
ورغم أن التنمر له العديد من المخاطر إلا أنه حتى الآن لا يوجد لدينا جهة من شأنها أن تحمي الافراد حال تعرضهم لمحتوى الكتروني ضار،
وفي هذا الصدد يقول كمال ريان ، عضو لجنة حماية حقوق مستخدمي الاتصالات التابع لوزاره الاتصالات في حديثه لحملتنا للتوعية من التنمر الالكتروني أنه يوجد لدينا جهاز معني بالشبكات وهو الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ولكن لا يوجد جهاز أو جهة معنية بالمحتوى وهو مايتطلب مواكبه التطور التكنولوجى بوجود جهه تضمن عدم وجود محتوى ضار بالمستخدمين وحماية حقوقهم
إن حملتنا للتوعية بظاهرة التنمر الالكتروني تهدف إلى حماية ضحية وعلاج جاني كلاهما يتطلب أن نتوجه إليه بخطاب بناء يهدف إلى إصلاح وإعادة الصواب إلى المتنمر الذي يوجه اساءاته للاخرين ومعرفة أسبابه ودوافعه لارتكاب هذه الأفعال ويأتي بعد ذلك الدور الأكبر في علاج الضحيه المتنمر عليه وأيضا توعية أسرته بكيفية التعامل معه بدء من أكتشاف معاناته ونهاية بتجاوز المشكلة وإعادته للاندماج مرة أخرى مع مجتمعه
كما يجب علينا أن نتوجه إلى هذا الجيل بلغة الخطاب التي يفهمها وأن تكون الوسيلة التي نخاطبهم بها من خلال نفس القنوات التي يستخدموها وهي وسائل التواصل الاجتماعي والالكتروني
فالتكنولوجيا اصبحت ضروره فرضها العصر ويتزايد دورها فى كافه مناحى الحياه ومستخدميها الأكبر من هذه الفئة وقد تحمل الشر بنفس القدر الذي تحمل به الخير ويبقى ان نؤكد اننا كما نسعى لبيئه نظيفه فاننا نسعى ايضا لعقول نظيفه وتكنولوجيا آمنه
فنعم للتكنولوجيا…. ولا للتنمر
